ألف نيكولو دي برناردو دي ميكيافيلي الكاتب والفيلسوف والمفكر والسياسي ذو الجنسية الايطالية كتاب الأمير الذي تم إصداره ونشره بعد وفاته في القرن السادس عشر، ويعد ميكيافيلي المؤسس للتنظير السياسي الواقعي، ولقد تم تدريس هذا الكتاب في قسم دراسات العلم السياسي، حيث أصبح مرجعاً لكثير من الدكتاتوريين والنشطاء السياسيين أمثال جيفارا وهتلر.

تلخيص كتاب الأمير

عقب اتهام ميكيافيلي بالخيانة والمؤامرة على أسرة ميديشى الحاكمة تم نفيه، وخلال فترة النفي كتب كتاب الأمير الذي أراد من خلاله أن يرشد حاكم عائلة ميديشي في ذلك الوقت مطالباً  بأن يعود إلى منصب أمين الجمهورية، ويعتبر هذا الكتاب من أهم كتب العلوم السياسية والفقه السياسي في عصر النهضة، ويتناول هذا الكتاب طريقة الادارة والسيطرة على الدول واشتمل أيضاً على عدة نصائح وآراء وأفكار سياسية استراتيجية محنكة.
ولكن يرى بعض النقاد والمفكرين أن هذا الكتاب من أسوء الكتب التي تتحدث عن الحكم والسيطرة بسبب الهالة الشريرة التي تحيط به من أفكار سياسية هدامة غير أخلاقية، فهذا الكتاب يتوافق فقط مع الظالمين الطغاة والحكام المستبدين، ولهذا اعتبره النقاد من أكثر الكتب جرأة وشر في تاريخ الكتب، وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف قسم الكتاب إلى ستة وعشرين فصلا.

فصول كتاب الأمير

ذكر الكاتب في بادئ الأمر أنواع الحكومات من الحكم الملكي ونقيضه الحكم الجمهوري، بالإضافة إلى الممالك المنضمة حديثاً والممالك ذات الحكم الوراثي الحديث والممالك التي حصل عليها الأمير بقدراته، وأوضح ميكيافيلي أن الضعفاء في الأرض سيتبعون الحاكم القوي وسيقدمون ولاءهم له وأشار إلى أهمية استخدام أسلوب الفراسة والتخمين وتوقع الأمور قبل حدوثها كي يقوم بالترتيبات اللازمة مسبقاً. 
ثم تطرق الكاتب إلى تناول صفات الأمير المثالي التي يجب أن يتحلى بها ومنها الاتسام بالشدة واللين في الوقت ذاته مع محبة الشعب والخوف والدفاع عن رعاياه، بجانب استعمال أسلوب المكر والخديعة سواء أكان في الاستيلاء على دولة أو في فترات الحرب، فعلى الأمير أن يجمع بين قوة الأسد ومكر الثعلب وعليه اجتثاث المتطوعين القدامى والموافقة على المتطوعين حديثي العهد. 
ويلي هذه النقطة حديث المؤلف عن صفات الحاكم في جميع الجوانب من التخلص من العادات والتقاليد واللجوء إلى استخدام البدع الجديدة المبتكرة، وعلى الحاكم إظهار جانب التدين للشعب حتى يصطف الرعية وراءه لأن الشعوب تهتم بالمظاهر الخارجية فقط، بالإضافة إلى تحقيق العدالة الاقتصادية وتوزيع الثروة على جميع الأشخاص حتى لا يثور الفقراء في المستقبل.
ويجب أن يجمع الحاكم بين الطاقة والذكاء وأن يوفر الحمى والأمان للشعوب وللممالك القريبة المستضعفة كي يحظى بثقتهم. وتناول الكاتب ميكيافيلي أخطاء ارتكبها الملك لويس من تدمير القوى الصغيرة بدلاً من أن يكون حامياً لها ومن عدم إنشاء المستعمرات، بالإضافة إلى زيادة نفوذ وسلطة دولة واحدة في إيطاليا.

Post a Comment

أحدث أقدم