التنمية البشرية هي عبارة عن عملية هادفة تسعى إلى توسيع نطاق المعرفة الخاص بالفرد، وتطوير ذاته ومهاراته وخبراته العلمية والعملية، وذلك بهدف رفع مستوى المعيشة وزيادة معدلات الإنتاج في المؤسسات المختلفة، وتعتمد التنمية البشرية على تدريب الفرد على اكتساب خبرات جديدة، وتحسين قدراتهم لضمان زيادة عدد الخيارات المتاحة أمامه مما يساهم في الارتقاء بحياة الفرد والمجتمع ككل، فهل توجد علاقة بين التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية، سنتعرف في هذا المقال على إجابة تفصيلية لهذا السؤال.

علاقة التنمية البشرية بالتنمية الاقتصادية

تهدف عملية التنمية البشرية إلى توسيع دائرة الخيارات أمام الفرد في الحياة، حيث تركز على تطوير مهارات الفرد، وتنمية قدراته، وتعزيز إمكانياته للوصول بها إلى أعلى المستويات التي توفر له حياة مثالية بدخل مناسب، الأمر الذي يؤكد على أهمية الفرد في عملية التنمية البشرية للوصول بمجتمعه إلى أفضل مكانة.
تهدف التنمية الاقتصادية إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي في الدول المختلفة، وتتطلب هذه العملية تطبيق عدد من الخطط الخاصة بتطوير الدولة التي تساهم بشكل كبير في تقدمها بين الدول، مع ضرورة الاعتماد في تنفيذ هذه الخطط على استراتيجيات ناجحة ترتبط ارتباط وثيق مع الجانب الاقتصادي للدولة، ويجب الإشارة إلى اعتماد الاستراتيجية الاقتصادية الناجحة على عملية التنمية البشرية.
مما سبق يتضح وجود علاقة وثيقة بين التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية، حيث تساعد التنمية البشرية المنهجية على تنفيذ الاستراتيجيات الاقتصادية التي يتم تنظيمها ووضعها وفقاً لطبيعة الأعمال في الدول المختلفة، فهناك ضرورة لزيادة اهتمام النهج الاقتصادي بالفرد والحرص على الاعتناء به نظراً لكونه واحد من أهم العوامل الأساسية في نجاح هذا النهج وتنفيذه على أكمل وجه.
تختص التنمية البشرية بضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في الدولة، والحفاظ عليها من الضياع بدون فائدة، حيث يساهم هذا في تقديم خدمة مثالية للدولة والأجيال القادمة، وتهتم التنمية البشرية بتقديم كافة الاحتياجات المادية والروحية التي يحتاج إليها الفرد ليعيش حياة أفضل، الأمر الذي يستدعي حدوث نمو اقتصادي حتى يتمكن الفرد من تحقيق غاياته وإشباع متطلباته مع الحرص على التوزيع العادل لعوائد النمو الاقتصادي على كل فرد في المجتمع، وفي نفس الوقت يتم الاستعانة بعملية التنمية البشرية في تعزيز التنمية الاقتصادية واستمرارها، الأمر الذي يثبت أهمية التنمية البشرية باعتبارها حجر الأساس الذي تعتمد عليه كافة المجالات أهمها المجال الاقتصادي.
تطور مفهوم التنمية البشرية من مجرد مفاهيم نظرية علمية بحتة إلى قطاع مهني هام يدخل في جميع القطاعات الأخرى التي تؤثر بشكل كبير على الفرد والمجتمع ككل، بل أصبح هناك توجه إلى الاعتماد على العمل بها في كافة المؤسسات الصغيرة والكبيرة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتم الاستعانة بها كمعيار لتقييم أداء العمل وجودته.

Post a Comment

أحدث أقدم