لأننا لا نرى الله عز وجل ولا نعرف ما هو المستقبل، ولا نعرف ما هو الغيب، ولا نعرف ما يشعر المرء به بعد أن يموت ويضع في القبر ولا يعود مرة اخرى، انتشرت الكثير من الأسئلة اللاوجودية، وبدأ الناس أن يتبعوا شهواتهم ومنافعهم، وبدأوا أن يتقاتلون على حب المال والمنافع، ولا يفكرون ان تلك الحياة فانية تماما، ويوجد ما هو خير وأبقى، بل إنهم بدأوا أن يتخبئوا في عبادة الإلحاد، وبدأوا أن يضعوا له قوانين ومباديء، وبدأت حوارات الإلحاد تتكاثر وتتجادل، ورغم ذلك هم يعرفون جيدا أن الله هو الحق والحقيقة التي لا يمكن إنكارها مطلقا.
تفاصيل من كتاب حوار مع صديقى الملحد
مَنْ خَلَقَ الله؟
يتسال الكثير من الملحدين بسخرية تامة من أن الله موجود ويوجد قانون السببية، وهو ينص أن لكل شيء خالقه، ولكل صنع صانعه، ولكل رسم راسمه، ولكل نقش ناقشه وهكذا ويتسألون كيف نؤمن أن الله الخالق لم يخلق؟
ولكن الرد في تلك النقطة، أن تلك السؤال فاسد تماما لسببين: السبب الأول هو أن لا يصح أن يتم وضع الخلق والمخلوق في جملة واحدة، فلا يصح أن نقول الله خالق ثم نقول من خالقه! فكيف أن نضع الفاعل والمفعول في جملة واحدة، والسبب التاني، أن الله عز وجل هو خالق الكون وخالق الزمان والمكان، فلا يخضع الله عز وجل إلي الي قوانين المخلوقات أو قوانين الزمان والمكان، فإن الله عز وجل هو من وضع قانون السببية لنا.
نحن نقول له: سؤالك فاسد؛ فأنت تقول بأن الله خالق، ثم تقول مَن خَلَقه! فقد جعلتَ الله خالقًا ومخلوقًا في نفس الجملة، وهذا تناقض، والوجه الآخر لفساد السؤال: أنك تتصور أن الخالق خاضع لقوانين مخلوقاته؛ فالخالق وضع لنا قانون السببية.
إذا كان الله يعلم أفعالي قبل حدوثها و كتبها عليّ؛ فلماذا يحاسبني؟
دائما ما يتم السؤال تلك من قبل الكثير من الناس، بل أن يوجد الكثير من الناس تلحد بسبب تلك السؤال، ولا يقتنع الناس بأننا مخيرون، فهل تم اختيار لوننا أو أجسامنا أو اسمائنا أو ميلادنا، فكيف تكون مخيرون ونحن لم نختار اي شيء.
ويكون الرد على على كل تلك، أن الأفعال معلومة عند الله عز وجل في كتابه، ولكنها ليست مكتوبة عليك بالإكراه، حيث أنها متواجده ومقداره في علمه فقط، كما تقدر انت بأفعال ابنك، ولكنه لا تجبره عليها، ولكنه تعلم ما يفعله الابن لانك عليم به. ولله المثل الأعلى.
عن الكاتب مصطفي محمود
كاتب الكتاب الرائع حوار مع صديقي الملحد الدكتور مصطفى كمال محمود حسين ال محفوظ طبيب وكان كاتب ومفكر مصري، ولد الدكتور مصطفى محمود مواليد 1921، من نسب رفيع حيث أنهم كانوا من نسب على زين العابدين.
درس الدكتور مصطفى محمود الطب، وتخصص في أمراض الصدر، وحيث إنه تفرغ الكتابة تماما، وتزوج الدكتور مصطفى محمود في عام 1961، وقد انجب بعد اثنى عشر شهر ابنة، وقد اسمها أما، وابنه ادهم، وقد طلق زوجته في عام 1973، ثم تزوج مرة أخرى في عام 1983، ومن ثم طلق مرة أخرى في عام 1987، والدكتور مصطفى محمود الكثير من الكتب في العلوم والدين والفسلفة وقد توفى في عام 2009، لعمر يناهز 87 عام.
إرسال تعليق