مرض غياب الشعور بالألم.. تعرف على الطفلة غابي التي فقعت عينها بنفسها وتعرضت لسبع عمليات جراحية دون تخدير

يعتبر مرض غياب الشعور بالألم مرضًا وراثيًا نادرًا، ولا يتعدَّى عدد المصابين به المسجلين طبيًا أكثر من 20 شخصًا حول العالم، وهو مرض يجعل المصاب به لا يحسّ بأي ألم جسدي، بدءًا من الإحساس بوخزة صغيرة وصولًا إلى الآلام الحادة كألم الحروق أو الكسور وحتى قطع أجزاء الجسد والبتر والطعن بأكثر الأدوات حدة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا لا يعني غياب حاسة اللمس، فالمرضى يفرقون بين الجسم البارد والساخن، إلا أنهم لا يشعرون بالألم نتيجة لمس سطح ساخن جدًا مثلًا.

ولا يدرك الأشخاص منذ ولادتهم معنى الألم، ما يدفع الأطفال إلى إيذاء أنفسهم من دون العلم بذلك، إذ قد يقوم الطفل بوضع يده في النار وهو لا يعلم أنها تحترق أو يؤذي عينه أو يكسر عظامه أو حتى يعض جسده دون إحساس بالألم.

وغالبًا ما يفارق المصابون بهذا المرض الحياة بشكلٍ مبكر بسبب عدم إحساسهم بالخطر إذا وقع مكروه ما لأجسادهم، الأمر الذي يدفعنا إلى تقدير أهمية الشعور بالألم في الحفاظ على حياتنا، فهو يمثل جهاز إنذار يجبرنا على الانتباه إلى أجسامنا.

وهذا بالضبط ماتعانيه (الطفلة غابي) بالمقال.

حالة الصغيرة غابي حالة نادرة حقًا، فهي لا تشعر إطلاقًا بالألم ولا يمضّها الوجع، ولكن هذا ليس شيئًا مفيدًا أو سليمًا كما تظن أو قد يتبادر إلى أذهاننا - فالألم هو الذي يقينا شرور الإصابة ويبقينا حذرين عندما نكون في طريقنا إلى الإصابة بأذى، وهذا الدرع الواقي هو ما تفتقده "غابي".

 والداها قد أفادا بأن أول إشارة تنبيهية لفتت نظرهما إلى أن هنالك شيئًا ليس على ما يرام،

وهي أن "غابي" كانت تهرش وجهها وتغرز فيها أظافرها عندما كانت طفلة صغيرة، وعندما ظهرت أسنانها بدأت تقضم يديها إلى أن تنزف حتى بدت اليدان مثل "قطع هامبورغر نيئة" وعندها تحول القلق الذي كان ينتاب والديها إلى رعب وفزع وهلع حيال حالتها.

 وأشارت الأم قائلة:

"أن أي شيء كانت تقوم به ينطوي على خطورة قد تؤذيها" ولذلك أزيلت أسنان "غابي" لحمايتها من إيذاء نفسها وسيتم تركيب أسنان لها عندما تكبر بما فيه الكفاية وتكون واعية، ووصف "ستيڤ" هذه الخطوة قائلًا.

"إن خلع الأسنان لم يؤلمها على الإطلاق" وبرغم أن التشخيص كان محبطًا بل وصاعقًا ومروعًا، فقد دخل والدا "غابي" في سباق مع الزمن للقيام بكل ما من شأنه مساعدة طفلتهما، فالأم التي كانت تعمل محررة أوقفت مشوارها العملي وضحَّت بمستقبلها الوظيفي كي تتفرغ لتربية "غابي" وشقيقتها "كاتي" البالغة من العمر ست سنوات.

أما الأب، فقد وضع جميع مواهبه ومهاراته كمهندس في خدمة ابنته التي أدت الخدوش والهروش وآثار غرز الأظافر والأصابع إلى إلحاق الضرر البليغ بعينها.

وتعلق الأم: "في ظهيرة أحد الأيام نهضت غابي من غفوة بما بدأ وكأنه زغب وألياف دقيقة على عينيها".

وأضافت قائلة:

"من مراجعة قسم الطوارئ اتضح أن هنالك ندبة كبيرة بالقرنية التي تحمي عدسة العين وأن تلك العين فقدت قدرتها تمامًا على الرؤية والإبصار، فلقد فقأت عينها دون أن تشعر."

وقد خضعت "غابي" لسبع عمليات جراحية لخياطة جفنيها ولمنعها من هرشهما بأظافرها وفقأها، ولكنها كانت تفلح دائمًا في نزع الغرزات بنفسها.

ولأن كان النزع مؤلمًا للغاية فإن الأمر مختلف بالنسبة للصغيرة "غابي"، فهي لا تستطيع الإحساس بالألم، ولأجل هذا فإن والدها صمم لها نظارتين واقيتين من النوع الذي يستخدم للسباحة لحماية العين الأخرى التي تضررت بدورها ولأنها للأسف قد خسرت العين اليمنى سلفًا وتمت إزالتها جراحيًا وتم تركيب عين صناعية مكانها.

 


ملاحظة:

شرح الدكتور المختص والذي شخَّص حالة "غابي":

"أن الألياف العصبية الدقيقة التي يفترض أن تسجل الألم تقوم بإرسال الرسالة إلى الدماغ وبالتالي يمكنك تفسير هذه الرسالة وإدراك كنهها وماهيتها" وأضاف يقول: "هذه الألياف العصبية لا تعمل لدى غابي والمصابين بهذا المرض".

وفي غضون ذلك، ظل والدا "غابي" منهمكين في المحافظة على الروح المعنوية العالية لابنتهما الصغيرة ومراقبة أدق حركاتها لحمايتها، فهما يهتمان بتفاصيل حياتها اليومية ويبذلان ما في وسعهما لأجل فلذة كبدهما.

شاهد أيضًا: تلخيص كتاب الخروج عن النص

لمزيد من القصص المُرعبة والحقائق العلمية حول العالم تابعوا مدونة عصير الكتب وقوموا بزيارتنا دائمًا.

Post a Comment

أحدث أقدم